مرحبا بكم

أهداف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم وإمكانات الاستثمار

 أهداف  تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم وإمكانات استثمارها
                                     ذ. نورالدين مشاط

1ـ  أهداف استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم
        تتعدد أهداف استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، وقد أشرت إلى العديد منها في مقالة سابقة على موقع التربية[1]، ويمكن إجمالها فيما يلي:
Ø     تيسير إدراك المعارف المختلفة وجعل العملية التعليمية التعلمية أكثر إثارة وتشويقا عبر الصورة والصوت والحركة والألوان مما يشجع على المواكبة والانخراط والتفاعل.
Ø     تأهيل المتعلمين ليندمجوا في مجتمع المعرفة حيث التواصل أساسي وتقاسم المعرفة ضروري في ظل فيضانات المعلومات. لقد أضحى تحيين المعارف، من يوم لآخر بل من ساعة لأخرى، لمن يريد مسايرة عصره أمرا حتميا وإلا خسر العديد من الرهانات.
Ø     تعويد المتعلمين اعتماد إستراتيجيات التعلم الذاتي قصد التحرر في بناء المعارف من جهة  وكذا الانطلاق لإشباع نهمهم المعرفي دونما إحساس بالحاجة إلى تدخل خارجي.
Ø     تطوير طرق تعامل المتعلمين مع المعلومات بحثا واختصارا واختزالا وغربلة وتقصيا.
Ø      خلق جماعات افتراضية معرفية، كما يورد الخبيران الحسين هيشور وجيفري كوب،قصد توفير "فضاءات مثالية من أجل تبادل الآراء والخبرات التربوية، وتدعيم العمل الجماعي بين الفعاليات التربوية، وكذا رفع العزلة عن المدرسين والباحثين التربويين."[2]

2ـ إمكانات استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم

        فتحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أبوابا عديدة للاستثمار أمام المدرسين والمتعلمين على حد سواء. فقد أتاحت استثمار الصورة الثابتة والمتحركة والأصوات المختلفة والألوان، كما أتاحت رقمنة آلاف الكتب والموسوعات[3] التي كنا إلى حد قريب ننفق آلاف الدراهم لاقتنائهاـ لتأخذ لها مكانا داخل أدوات التخزين المختلفة (أقراص مرنة، أقراص مضغوطة وهلم جرا)، مما انعكس إيجابا على البحث والمطالعة. ومن جهة أخرى وعلى نحو مماثل، أشرعت الإنترنت أمام طلاب المعرفة بمواقعها المختلفة ومحركات بحثها العديد من الأبواب للوصول إلى بحار من المعلومات. فلقد غدا لخانة البحث في جوجل (Google) مثلا مفعول السحر بالنسبة للباحثين. فما هي إلا نقرة حتى تفتح أمامك ملايين الصفحات والمستندات التي تعالج موضوع بحثك.
         ومن ناحية أخرى، فقد يسرت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التواصل بين مختلف الفاعلين في الحقل التربوي وذلك عبر خدمة البريد الإلكتروني وغرف الدردشة والشبكات الاجتماعية والفصول الافتراضية ومنصات التكوين عن بعد. لقد أتاحت الإنترنت عقد الاجتماعات على الهواء بين المدرسين ومؤطريهم أو متعلميهم حيث تُؤخذ الكلمة ويعقب عليها وتسجل وجهات النظر وترسل الملفات والابتسامات أو الاعتراضات. لقد اختزلنا المسافات والزمن ودخلنا عصر المجموعات والغرف الافتراضية حيث تتقاسم المعرفة وتتنقل بين أركان المعمور بسرعة البرق عبر التطبيقات المختلفة كتويتر (Twitter) أو الفايسبوك (Facebook) مثلا والتي من قوة تأثيرها  أصبحت جزءا لا يتجزأ من تطبيقات الهواتف الجوالة (Mobiles) الحديثة.
         لن نتعجب اليوم من وجود تمارين تفاعلية للدعم عبر الإنترنت ولن نتعجب من وجود آلاف الموارد الرقمية والموسوعات هنا وهناك. فكل يوم يحمل إلينا ابتكارا جديدا وطرقا لتوظيف ما هو متاح بإبداعية تخلق متعة التعلم. وما "الرحلات المعرفية عبر الويب"[4] إلا نموذج من تلك النماذج المذهلة التي نحتاج إلى تعميمها واستثمارها.
      


نورالدين مشاط
عن كتاب: الثورة التكنولوجية وتطوير بيئة التعلم (كتاب تحت الطبع)



[2]  ـ  الحسين هيشور وآخرون، الجماعات المعرفية الافتراضية، مشروع (CATT) للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ص2 عن الموقع:
http://www.abdulweb.com/ibtikar/modules/mod2_communaute.pdf
[3]  ـ توجد أمثلة عديدة في هذا الصدد نذكر منها: مكتبة الألفية، مكتبة الشيخ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، موسوعة يونيفرساليس (universalis)، موسوعة كتب عالم المعرفة..
[4]  ـ الرحلات المعرفية عبر الويب (WebQuest) هي "أنشطة تربوية ترتكز على البحث والتقصي وتتوخى تنمية القدرات الذهنية المختلفة (الفهم، التحليل، التركيب، إلخ) لدى المتعلمين وتعتمد جزئيا أو كليا على المصادر الإلكترونية الموجودة على الويب و المنتقاة مسبقا". للمزيد يرجى الاطلاع على:  http://www.abdulweb.com/ibtikar/modules/module_html/mod5_webquest/mod5_utf8.htm

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire