مرحبا بكم

السبــــورة التفاعلية: بثمن بخص

السبــــورة التفاعلية: بثمن بخص!!
 ذ. نورالدين مشاط

كثُر الحديث عن السبورة الذكية و مزاياها المتعددة و التي لا ينكرها إلا من لا يعرف وظائفها.. لكنها باهضة الثمن..وهناك أولويات تقتضي منا إعطاءها كامل العناية كتعميم الحقائب البيداغوجية الرقمية وتوفير البرانم الضرورية للتدريس.
أثناء ملتقى الأساتذة المجددين المغاربة الرابع و أيضا في ملتقى المعلمين المبدعين العرب بالصخيرات - المغرب ، قدم الأستاذ المجدد المهدبي من المغرب برنامجا يكسبنا تفاعلية السبورة على الجدار الأبيض! و بكلفة لا تتعدى 700 درهم.. أي حوالي 80 دولارا!
حجر الزاوية في هذه التقنية ثلاثة أشياء:
1- برنامج ينصب على الحاسوب
2- قلم
3- الواي موت - أي متحكم لعبة الواي (wii)
و بالطبع المسلاط الالكتروني (Data-Show).. و بفضل هذا ستصبح الشاشة تفاعلية..
هذه التقنية تحدث عنها أيضا أحد الآسيويين.. كمكتشف لها و ذلك بموقع يوتوب.. و إليكم الرابط لتروا الطريقة

 

و هكذا سنكسب آلاف الدراهم بدل أن تذهب إلى الشركات الاحتكارية وذلك لاعتمادها في أشياء أخر.
يمكنكم تحميل البرنامج من الموقع التالي:
البرنامج هو :
wiimote Whiteboard
وهذه صورة لكيفية صناعة القلم الذي يتحكم في الشاشة عن طريق التواصل مع الواي موت:
http://www.cs.cmu.edu/~johnny/projects/wii/pen.jpg


لكم مني أطيب المنى

إدماج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالتعليم بالمغرب: نحو رؤية نقدية ـ4

 إدماج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالتعليم بالمغرب: نحو رؤية نقدية  ـ4

                                                                            ذ. نورالدين مشاط
ـ توصيات:

       في ظل ما تم رصده من مشاكل نقترح ما يلي:
*    العمل على الدفع بمجالس التدبير للسهر على إنجاز استعمال زمن أسبوعي يدمج القاعة متعددة الوسائط في حصص المدرسين الأسبوعية بحيث يعبر الأساتذة عن أنصاف الأيام التي سيستعملون فيها القاعة ليبرمجوا حصصهم الدراسية تبعا لذلك.
*    رفع توصية إلى الوزارة لإعادة النظر في هيكلة الزمن الحالي. فنحن نسجل على أنه بات عائقا أمام العديد من الأنشطة التكوينية والمندمجة. فمن بين ما أثرناه في محافل عدة كان آخرها الملتقى الدولي المنظم بمدينة إيفران[1] حول مسألة إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتعليم هو جعل القاعة المتعددة الوسائط في قلب الزمن المدرسي تدبيرا وتخطيطا. فلا يعقل أن نبرمج حصصا للفصل الدراسي (3 ساعات للابتدائي و 3 للإعدادي و 4 للثانوي التأهيلي)[2] دون أن تدخل هذه الحصص في الزمن الفعلي للدراسة كما لا يمكن أن يقوم المكونون على صعيد المؤسسات بتكوين زملائهم خارج أوقات العمل إلا باتفاق تتبناه الوزارة الوصية مع الأطراف المكونة والمتكونة لتحفزهم على ذلك كما فعلت الأردن الشقيقة أو لتجعل ذلك جزءا لا يتجزأ من برنامج حصصهم الدراسية فلا اعتراض بعدئذ.
*  القيام بحملات تحسيسية لإبراز أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جعل بيئة التعلم غنية من خلال الاحتفاء ببعض الممارسات الجيدة (Les bonnes pratiques) وتثمينها. وكذا من خلال احتظان مؤتمرات محلية ووطنية لهذا الغرض.
*  إعداد خطة جديدة للتكوين ترسم خريطة لهذا الفعل على مستوى النيابة تستحضر الاستفادة من الطاقات الموجودة على مستواها ومستوى الوطن برمته وقد تذهب بعيدا لرسم إستراتيجية لبناء شراكات مع جمعيات وطنية ودولية.
*    السهر على تنظيم ورشات ترسم سيناريوهات بيداغوجية لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف المواد بغرض إنشاء بنك للأفكار.
*    تنظيم مسابقات لأفضل مردودية للمؤسسات التعليمية خاصة بالقاعة متعددة الوسائط، تراعي المشروع والإنجازية والتدبير التشاركي والإشعاع، تثمن فيها المؤسسة والسادة المديرين والمدرسين الفاعلين.
*    خلق مشاريع وطنية وجهوية ونيابية، تدفع باتجاه توظيف المدرسين للقاعات، كخلق تنافسية حول مدونات مدرسية أو مواقع أو خلق مسابقات ثقافية باعتماد العتاد الرقمي..

*    تثمين دور مرشدي (Tice) الجدد وتشجيعهم ماديا ومعنويا للقيام بتلك المهام، والسهر على تعميق تكوينهم.
*    نسجل ضعف الإنفاق في التكوين الذاتي في هذا المجال. ونهيب بإخواننا وأخواتنا أن يضعوه ضمن أولوياتهم. فلا يعقل أن نلقي باللوم فقط على الوزارة الوصية ولا نتهم أنفسنا. فالقطاع الخاص مثلا يفترض كفايات ومؤهلات بغية إرضاء الزبون (المتعلم وأولياء الأمور من ورائهم). ومن لا توجد عنده هذه المؤهلات لن يجد العمل في هذه المؤسسات. فعطاؤنا هو ضمان استمرارية المؤسسة التعليمية العمومية، وإلا سنقف يوما على أطلالها خربة ونتباكى عليها قبل أن نبحث لنا عن مكان يؤوينا.




[1] ـ ورشة بتاريخ يونيو 2010 بجامعة الأخوين، حضرتها كل من الأردن، تونس، المغرب، الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية.

إدماج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالتعليم بالمغرب: نحو رؤية نقدية ـ3

محــــور التكوينــــــــــات
                        ذ. نورالدين مشاط

         للتكوين أهمية بالغة في مشروع جيني، ذلك أن تطوير ممارسة المدرس في فصله لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وفي ظل ما كان سائدا، احتاج إلى بذل مجهودات جبارة ولا يزال. وقد اعتمدت المديرية (مديرية جيني التي استحدثت لهذا الغرض) التكوين الهرمي الذي يأخذ شكل شلال (Cascade) نازل من الأعلى، واستعانت بخبرات دولية حيث وقعت شراكة مع شركة أنتل ( Intel) لتكوين 6000 مدرس ضمن برنامجها (أنتل التعليم للمستقبل)  والذي سنفصل فيه لاحقا. اعتمدت المديرية تكوين مكونين رئيسيين بمدينة الرباط بمعدل أربعة على صعيد كل جهة، ليتولوا هم التكوينات الجهوية وذلك بتكوين  مدرسين (2) على صعيد كل مؤسسة تتوفر على قاعة جيني وليقوم هؤلاء فيما بعد بمضاعفة العدد وذلك بنقل التكوين إلى داخل مؤسساتهم ليصل العدد في النهاية إلى 230000 مستفيد من برنامج "أساسيات الحاسب" و18000 مستفيد من برنامج "الاستخدامات البيداغوجية لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات (TIC)" و700 بالنسبة للصيانة[1].  كان التدريب في مجمله راقيا لأنه اعتمد العمل بالمشروع، كما كان جله عبارة عن ورشات مما أضفى عليه صبغة عملية.
1ـ  إطلالة على برنامج "إنتل التعليم للمستقبل" أو تكوينات برنامج جيني (1)

           يعتبر برنامج إنتل التعليم للمستقبل من البرامج العالمية التي خطتها شركة أنتل، وقد طورتها كفاءات عالية من معهد تقنية الحاسوب[2] (ICT) وجامعة كاليفورنيا وشركة هيولت باكارد (Hewlett-Packard) وجامعة سونوما وشركة مايكروسوفت.
           اعتمد التدريب طريقة "السيناريو الإبداعي" أي أنه يعلم المدرس خطوة خطوة طريقة إنجاز حقيبة بيداغوجية متكاملة لتقديم وحدة معينة للمتعلمين. فهو يتعلم الخطوات والتنظيم وربط الملفات، ويسطر عمله وعمل المتعلمين في خطة الوحدة (Unit plan). كما أنه سيشغل مخيلته لكي يتصور عمل التلميذ (فهو يلبس في هذه الحالة قبعة التلميذ) وبعد ذلك يقدم عمل الأستاذ من خلال منظوره. إنه عمل يغوص في العملية التعليمية التعلمية ليرسم أدوار المدرس والمتعلم وليمرن المدرس على تخيل إستراتيجيات التعلم عند التلميذ..!
            خلال هذا كله سيتدرب المدرس على البحث عبر الويب مستعملا المنطق البولي والاختيارات المتقدمة اللذان تحدثنا عنهما سلفا، ويتعرف على الاستعمال الخلاق للبرامج التالية: برنامج العروض التقديمية (Powerpoint)، الوورد (Word)، الإكسل (Excel) والناشر المكتبي (Publisher)، كما سيتعرف على حقوق الطبع والنشر واحترام الملكية الفكرية. وسيخرج في الأخير بحقيبة إلكترونية تضم ما يلي:
o       عرض تقديمي (Presentation) لكل من المتعلم والمدرس،
o       مطوية (Brochure) لكل من المتعلم والمدرس،
o       موقع ويب لكل من المتعلم والمدرس منجز ومسكن،
o       خطة للوحدة مضبوطة المراحل ومسطرة الأهداف ومحددة الوسائل،
o       توقيت زمني دقيق لمراحل الإنجاز.

2ـ نحو استراتيجية جديدة
                  بعد تكوين المكونين الرئيسيين لزملائهم المحليين والذين كان على عاتقهم تكوين زملائهم بالمؤسسة التي يعملون بها، لم يستطع هؤلاء القيام بالمهمة المنوطة بهم وذلك لعدة حيثيات منها ما يلي:
o       الزمن: متى سيبرمج هذا المكون الحصص التدريبية؟ فخارج وقت العمل الرسمي لن يوافق عليه إلا ثلة قليلة، وداخل الوقت الرسمي سيضيع التلاميذ. وهو ما تشير إليه دراسات أجريت في هذا الصدد، نشير منها إلى دراسة استكشافية عن "واقع أجرأة محاور برنامج جيني بالمؤسسات التعليمية" قام بها طلبة مركز التوجيه والتخطيط ـ سلك مستشاري التخطيط برسم سنة 2009 ـ 2010، حيث نجد سؤالا ضمن ما وجه إلى السادة المديرين من أسئلة يخص سبب عدم إجراء دورات تكوين جيني بالمؤسسات التعليمية (التكوين بالأثر المضاعف). فكانت الأجوبة[3] كما يلي:
أسباب عدم إجراء دورات التكوين الخاصة بالمؤسسة
العدد
النسبة
عدم إلزامية التكوين
6
15,38%
العامل الزمني
7
17,95%
عدم وجود مكون متفرغ لتأطير عملية التكوين
13
33,33%
عدم رغبة الأساتذة في التكوين
6
15,38%
عدم التزام الأساتذة بالتكوين خارج أوقات العمل
7
17,95%
المجموع
39
100%

وبالنظر إلى طبيعة الأسئلة الموجهة، سنجد أن العامل الزمني، وعدم وجود المكون المتفرغ، وعدم التزام الأساتذة بالتكوين خارج أوقات العمل، كلها تصب في بوثقة واحدة هي مشكلة الزمن التي تعتبر حجر عثرة رئيسية في تفعيل برنامج عملاق وطموح كبرنامج جيني.
o       التحفيز: كان من المقرر أن يقوم هؤلاء المكونون بالعمل تطوعيا في البدء، وهو ما أثار احتجاجات وتلكؤات، وصدرت هنا وهناك اجتهادات لذر الرماد في العيون فما لبثت أن خبت. ذلك أن المكونين الرئيسيين هم أنفسهم عاشوا الإحباط جراء عدم الوفاء بعدة وعود قدمت..!
o       تعدد المستويات: حينما تتعامل مع برنامج كأنتل التعليم للمستقبل، فأنت تتعامل مع برنامج يتطلب معرفة أولية بالحاسوب بالإضافة إلى التطبيقات التي تعد أساسية في التدريب كالوورد والباوربوينت والإكسل. لكن أن تدرب من خلاله مدرسا لم يلمس أبدا الفأرة، فهذا سيسبب لكل من المدرب والمتدرب إحراجا كبيرا وهو ما سيؤدي إلى اجتهادات لتكييف البرنامج بصيغ قد تفرغه من محتواه. هذا الخلل هو نتاج مشكلة حقيقية في التدقيق في مواصفات المتدربين وترد أسبابه إلى عدم معرفة المديرين بالبرنامج ومقتضياته في المقام الأول. كما أن البرمجة كانت تقتضي أن يصنَّف المدرسون أولا قصد تفييئهم إلى فئة أولى  ستخضع للتدريب الأساسي (أساسيات في التعامل مع الحاسوب)، وفئة ثانية  ستخضع للتدريب على برنامج إنتل التعليم للمستقبل.

ولقد قدمت الدراسة التي قامت بها الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات (ANRT) مسحا لما عليه الساحة[4]، فالعديد من القاعات المتعددة الوسائط مغلقة ومردودية البرنامج على التلميذ ضعيفة..! وخلصت الدراسة إلى أن العائق الأساسي يتمثل في قوة المقاومة للتغيير كنتيجة لضعف التحسيس. فالمديرون لم يشركوا في الأمر وكذا العديد من المفتشين. فالبنسبة لهؤلاء كان برنامج جيني شيئا هولاميا غير واضح المعالم. ومن تم، فهناك العديد ممن أغلقوا القاعات حفاظا على الأجهزة من التلف..! فالأجهزة ثمينة  وبالتالي فهناك خوف من تحمل مسؤولية ضياع أجهزتها أو تلفها..!
3ـ تكوينات برنامج جيني (2)
         خلصت الدراسة إلى ضرورة إشراك كل من المديرين والمفتشين في التدريب وارتأت أن تتكون مجزوءات التدريب التي سطرت تحت اسم جديد: "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطوير المهني" من مجزوءة مشتركة يخضع لها الكل ومجزوءات خاصة حسب كل فئة. فاحتياجات المديرين ليست هي احتياجات المدرسين وهكذا. أما الأهداف التي ركز عليها البرنامج فتمثلت فيما يلي:
o       الدفع بالفاعلين التربويين الأساسيين (المفتشون والمديرون والمدرسون) للمشاركة في إقلاعة برنامج جيني كعدة للإدماج الطرائقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم. ويقتضي هذا، في المقام الأول، التحسيس بأهمية (ت.م .إ) والتفكير في الإستراتيجيات التي ستستخدم لضمان إدماجها في القسم وكذا بلورة طرق للتواصل والتنسيق بين مختلف المؤسسات الجهوية والمحلية من أجل أداء أفضل لبرنامج جيني. ويقتضي، من جهة أخرى، تشجيع المبادرات والتنويه بها كما وإرساء ثقافة تشاركية وتعاونية وبروح الفريق من أجل إطلاق مخطط عمل لمقاربة التكوين المستمر.
o       إشراك المدرسين في استعمال (ت.م .إ) والإدماج الطرائقي لها وتطوير مضامينها الرقمية.
o       جعل المديرين في قلب العملية برمتها من خلال إعطائهم دور القيادة التربوية وكذا تأهيلهم للتدبير المحوسب للإدارة. فهم من جهة سيسهرون على رعاية التجديد وتدبير استعمال القاعة ومن جهة أخرى سيطورون التواصل الإداري في حلقاته المختلفة من أجل دعم أكبر للعملية التعليمية التعلمية.
o       تطوير كفايات المفتشين الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لاستثمارها في التأطير والتتبع وذلك لضمان النجاعة في الفعل التربوي ولمواكبة الممارسات البيداغوجية الجديدة التي يتطلبها الفصل الدراسي الحديث الذي يرتكز على (ت.م.إ).
         ومع وضع برنامج استعجالي من أجل جودة التعليم، فقد انخرطت مديرية جيني في مشاريعه مجددة في الرؤى والوسائل مستهدفة التقليص من الهدر وإيجاد حلول لعدم الفاعلية في الأداء. كما مددت من عمر برنامج جيني ليمتد حتى سنة 2013 ولتقوم بتدريب 207941 عنصر معتمدة نفس إستراتيجية التكوين وذلك حسب الجدول[5] التالي:
المستفيدون
2009
2010
2011
2012
2013
المجموع
الأساتذة الرسميون
61083
38724
27857
24373
24373
176410
الأساتذة المتدربون
3920
3920
3920
3920
3920
19600
المديرون
2412
1298
1350
2100
2100
9260
المفتشون
2671
ــ
ــ
ــ
ــ
2671
المجموع
70086
43942
33127
30393
30393
207941
جدول(1): عدد المستفيدين من التكوينات في إطار الاستراتيجية الجديدة




[2]  ـ برنامج أنتل التعليم للمستقبل، نسخة المدرب الأساسي 4 ، نظرة عامة 1
[3]  ـ عزيز أختار وآخرون،2009، دراسة استكشافية لواقع أجرأة محاور برنامج (جيني) بالمؤسسات التعليمية، بحث لنيل دبلوم مستشار في التخطيط التربوي تحت إشراف علي اسيعلي، ص 38.
[4]  ـ وزارة التربية الوطنية،  المصوغة الثانية لتكوينات جيني الخاصة بالمدرسين: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير الأداء المهني، الورشة الثانية: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والولوج إلى المعلومة، ص.21.
[5] - http://genie.men.gov.ma/Formstrategie.htm

إدماج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالتعليم بالمغرب: نحو رؤية نقدية ـ2

جيني ومحور البنيات التحتية
                                                               ذ. نورالدين مشاط
       
انطلق محور التجهيزات برصد الاحتياجات بكل من مؤسسات التعليم الابتدائي والتأهيلي بشقيه: الإعدادي والثانوي هادفا إلى تزويد كل مؤسسة بقاعة أو قاعات متعددة الوسائط وذلك حسب عدد المتعلمين المتمدرسين بها بحيث يشغلها كل مدرس بالابتدائي لمدة ساعة، أما الإعدادي فلساعتين في حين يشغلها مدرسو الثانوي التأهيلي لمدة ثلاث ساعات. وتشمل معدات القاعة حواسيب، مسلاط إلكتروني (Data Show)، وارتباط شبكي (Intranet)، وارتباط بمزود خدمة الإنترنت بصبيب 512 كيلوبايت في الثانية على الأقل، بالإضافة إلى طابعة ليزر. فحسب التقييم الأولي كان الاحتياج يصل إلى أزيد من 100 ألف حاسوب، تقدم موزعة على ثلاث سنوات بحيث يتم تغطية جل المؤسسات التعليمية:




الابتدائي
الاعدادي
الثانوي
المجموع
السنة الأولى
1613
761
450
2824
السنة الثانية
3428
435
183
4046
السنة الثالثة
1734
ـ
ـ
1734
المجموع
6775
1196
633
8604

(جدول(2): عدد المؤسسات التعليمية التي ستستفيد من البرنامج)[1]

         أما عدد التلاميذ الذين سيستفيدون من القاعات متعددة الوسائط فيقدر ب 6.200.000 في حين يصل عدد الأطر التربوية والإدارية إلى 230.000 مستفيدة ومستفيد.

غير أن هذا البرنامج سيعرف تعثرا كبيرا على مستوى التنفيذ. "فمن بين 2824 مؤسسة كانت مبرمجة للتجهيز في المرحلة الأولى، تم تجهيز 1878 فقط، أي بنسبة تصل إلى 66%. كما أن وتيرة الإنجاز كانت بطيئة حيث أن المرحلة الأولى استغرقت ثلاث سنوات عوض سنة واحدة كما كان مبرمجا"[2].   ولتشهد سنة 2009 تقديم إستراتيجية جديدة[3] تسير وفق مخططات ومشاريع البرنامج الاستعجالي وتتلخص فيما يلي:

Ø     يتم التركيز سنة 2009 بصفة رئيسية على الثانوي التأهيلي لدعم التميز والابتدائي لدعم مدرسة النجاح.

Ø     تستفيد الإعداديات من البرنامج في السنة الموالية جنبا إلى جنب مع مؤسسات التعليم الابتدائي وذلك من سنة 2010 إلى 2013.

Ø     مجمل المؤسسات التي ستستفيد من المشروع سيبلغ 9260 وبكلفة مادية ستصل إلى 1172 مليون درهم.

Ø     وستدعم المستويات الثلاث الأخيرة من الابتدائي بحواسيب (2 أو 5) داخل القاعة..!

Ø     وتوفير عربات بيداغوجية (Les chariots pédagogiques) أو ما اسطلحت عليه جيني بالحقيبة الرقمية، وتظم كل من حاسب محمول ومسلاط إلكتروني ليوظفها المدرس بالفصل.

Ø     وسيتم تزويد العديد من النيابات  بالسبورات التفاعلية (TBI).


           جهود مشكورة على درب إرساء البنيات التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لكن المشكلة تكمن في المزالق العديدة التي لا نعيرها اهتماما فتتضخم لتفرض علينا من جديد إعادة النظر في الخطوات المتبعة بعد هدر العديد من الأموال..!  إن تجهيز قاعة درس بالابتدائي بحاسوبين أو خمسة أمر مهم، لكن تبعاتها من حيث التأمين والصيانة وتوفير الموارد الرقمية أو الارتباط بالإنترنت أمور لا تقل عن ذلك أهمية.

           أجل، فلقد شاهدنا نوعية الحواسيب التي زودت بها القاعات المتعددة الوسائط، والتي بدأت تصاب بتوعكات صحية بعد شهور قليلة من أدائها الخدمة.! فالصيانة لا من حيث العتاد أو التطبيقات تكاد تكون منعدمة..!  كما أن تأمين القاعة المتعددة الوسائط من التخريب أو السرقة يمثل تحديا هو الآخر. 
             أما وضع تشغيل القاعات المتعددة الوسائط فيكتنفه الكثير من الغموض في غياب دراسة دقيقة محينة لما بات عليه هذا الوضع. دراسة تسطر النجاحات وتشير إلى الثغرات بكل شفافية ومصداقية.. دراسة ترصد عدد ساعات اشتغال هذه القاعات أسبوعيا ونوعية الأنشطة المقدمة فيها ومدى انخراط كل المدرسين في تلك الأنشطة وكذا استفادة كل المتعلمين من خدماتها. إذ لا يمكننا أن نعتبر قاعة ما مفعلة وهي تعمل مرة في الشهر أو الأسبوع، أو يستفيد منها المدرس ولا يستفيد منها المتعلم..! 
       لقد طـُرح منذ البدايات الأولى لمشروع جيني مشكلة القيمين على القاعة، وكانت هناك وعود للدفع بمشروع استحداث 2000 منصب مالي للقيمين على القاعات المتعددة الوسائط إلى الوزارة، وهو مشروع كنا نرى فيه تيسيرا وضبطا للعمل من جهة، وصيانة للحواسيب ومكوناتها من جهة أخرى، على اعتبار أن من شروط القيم أن يكون ملما بالصيانة. لكن المشروع لم ير النور. ولتبقى العديد من القاعات مغلقة وليعلوها الغبار حتى إشعار آخر! 
         إن من بين ما أثرناه في محافل عدة كان آخرها الملتقى الدولي المنظم بمدينة إيفران[4] حول مسألة إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتعليم هو جعل القاعة المتعددة الوسائط في قلب الزمن المدرسي تدبيرا وتخطيطا. فلا يعقل أن نبرمج حصصا للفصل الدراسي (3 ساعات للابتدائي و 3 للإعدادي و 4 للثانوي التأهيلي)[5] دون أن تدخل هذه الحصص في الزمن الفعلي للدراسة كما لا يمكن أن يقوم المكونون على صعيد المؤسسات بتكوين زملائهم خارج أوقات العمل إلا باتفاق تتبناه الوزارة الوصية مع الأطراف المكونة والمتكونة لتحفزهم على ذلك كما فعلت الأردن الشقيقة أو لتجعل ذلك جزءا لا يتجزأ من برنامج حصصهم الدراسية فلا اعتراض بعدئذ.

           وأخيرا فإن الإنفاق في اقتناء السبورات الذكية ذات الثمن الباهض والتي لا تعدو أن تكون سوى وسائل مكملة يثير الكثير من التساؤلات. إذ أن أولى الأولويات ينبغي أن تتركز على تعميم القاعات متعددة الوسائط  وتوفير الحقائب الإلكترونية.






[2] ـ عزيز أختار وآخرون،2009، دراسة استكشافية لواقع أجرأة محاور برنامج (جيني) بالمؤسسات التعليمية، بحث لنيل دبلوم مستشار في التخطيط التربوي تحت إشراف علي اسيعلي، ص ص،28ـ 29
[3] ـ للتوسع أكثر:  http://genie.men.gov.ma/Infrastructure.htm
[4] ـ ورشة بتاريخ يونيو 2010 بجامعة الأخوين، حضرتها كل من الأردن، تونس، المغرب، الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية.