مرحبا بكم

سفر في الكون


سفــــر في الكــــون
                         ذ. نورالدين مشاط


نظرت إلى السماء من حولي عبر أرجاء الصحراء.. كانت الظلمة معتمة .. وكانت النجوم كثيرة ومتلألئة..خلت الكون كله ينطق بعظمة لا مثيل لها. حدثتني نفسي بالسفر في أرجائه فخطوت إلى أقرب نقطة منا الشمس سجلت آلتي لقياس المسافة بينها وبين الأرض ثمانية دقائق ضوئية..! أخذت آلة الحاسبة لأحولها إلى أرقام بالكيلومترات المعهودة لي فوق الأرض فذهلت (يعبر الضوء 300000 كلم في الثانية، ومن ثم فالمسافة هي 300000 مضروبة في 60 والكل مضروب في 8، أي 150 مليون كلم..!). أحسست برعشة تسري في جسدي..نظرت إلى الأرض من عل: كرة زرقاء تشع نورا وبهاء، فقلت أتراها أرضنا التي افترشنا أديمها والتحفنا سماها؟!  
أين هم الناس واهتماماتهم وحروبهم ومآسيهم حيث تحصد آلات البطش الملايين بدون ذنب، وحيث تهدم منازل فوق الرؤوس ويبكي الجياع الذين تنهب ثرواتهم وتكشر الذئاب عن أنيابها لتسرق أعضاءهم؟ ها هي ذي الكرة تدور معلقة في الفضاء هادئة تماما. ترجُمُها نيازك وشهب تعبر الفضاء..! ومن كثرتها قلت في نفسي: كيف سُـيِّـجت الأرض لكي لا يعيش أهلها النيران الملتهبة والرجم في كل أصقاعها؟!

انقر لمتابعة المقالة



                                                         (نورالدين مشاط)