مرحبا بكم

غي لاكروا: السيبرنطيقا والمجتمع: نوربرت وينر أو نكسات فكر متمرد

غي لاكروا: السيبرنطيقا والمجتمع: نوربرت وينر أو نكسات فكر متمرد

ترجمة: الدكتور م. أسليـم

  













في الكتاب الأخير لفيليب بروتون «طوباوية التواصل»(1) يقول المؤلف إننا نخضع اليوم لطوباوية جديدة، هي طوباوية التواصل التي ترتكز على الترويج لإنسان «بدون داخل» مُقلص إلى صورته داخل مجتمع صار هو نفسه «شفافا» بنعمة الاتصالات. وإذا كان التواصل قد أخذ مكانة كهذه في مجتمعاتنا فذلك ليس فقط بسبب انتشار أجهزة الاتصالات، بل لأنّ هذا التواصل، في نظر فيليب بروتون، قد تمَّ تنظيره منذ نهاية الحرب العالمية من لدن عالم الرياضيات نوربرت وينر الذي يعتبر أبا للسيبرنطيقا ومروج طوباوية الشفافية التي ألهمت ما هو أكثر اختزالا في مجتمعنا الحالي. لم تكن نواياه سيئة، بل على العكس فقد تصور مدينة فاضلة للتواصل «باعتباره سلاحا ضد عودة البربرية»، ظانا بسذاجة أن «التواصل سوف يمحو السر الذي وحده جعل من الممكن إبادات النازية الجماعية وهيروشيما ومعسكرات الاعتقال. كان لهذا الحلم السخي تأثيرات ضارة يحدد بروتون سماتها الرئيسية في الدفاع المنظم عن توافق الآراء، ومماهاة معلومة وسائل الإعلام بمعرفة الحقائق ورؤية للمستقبل تحددها التكنولوجيات الجديدة بشكل وثيق
ليس لديَّ ما أعترض عن فرضية أن مجتمعاتنا قد أنتجت مدينة فاضلة للتواصل

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire